كيفية التخطيط وفق بيداغوجيا الإدماج
.
1-الوعي بدور بيداغوجيا الإدماج:
بيداغوجيا الإدماج ليست مقاربة للتدريس و بالتالي فهي ليست بديلا لمقاربة التدريس بالكفايات ، وهي بالتالي لا تعدو كونها بيداغوجيا تطبيقية من بين بيداغوجيات أخرى تتكامل لتحقيق الكفايات العرضانية التي تتوخى المنظومة التربوية تحقيقها، و يجب أن تفهم في هذا الإطار.
لقد أتت بيداغوجيا الإدماج لتثبيت مبدأ تحويل المعارف و جعلها أكثر وظيفية من خلال تعبئتها في مواقف ووضعيات حياتية لها معنى بالنسبة للمتعلم.وبعد أن تأكد للفاعلين بأن الاكتفاء بالمعارف الجزئية التي لا رابط و لا تكامل بينها ينتج متعلمين منفعلين لا فاعلين ، وينتج معرفة من أجل المعرفة، معرفة لا يظهر أثرها في المواقف التي ينبغي أن تبرز فيها.
إن المتعلم الذي يستطيع التصرف و التفاعل بإيجابية مع المواقف المستجدة في البيئة المدرسية و في حياته العامة ، لا يمكن خلقه بمراكمة الموارد بل بتعليمه و تدريبه على كيفية إدماجها أي جعلها وظيفية نافعة ، ولتا يتأتى ذلك إلا بمثل بيداغوجيا الإدماج.
-التصور الذي اشتغلت به المدرسة المغربية هو تصور من بين تصورات ممكنة ، وبالتالي فصيغ تطبيق بيداغوجيا الإدماج ينبغي أن تبقى مفتوحة على كل التطورات و التغييرات الملائمة لخصوصية المنظومة التربوية المغربية.
- بيداغوجيا الإدماج جزء من المنهاج بمعناه التصوري الشمولي ، داخلة فيه و ملتحمة بمكوناته و هي بالتالي ليست ممارسة منفصلة عنه.
2-بما أننا نتحدث عن بيداغوجيا ،فإننا نتحدث عن معطى له أهداف و طرق اشتغال و آليات تقويم ، مرورا بالدعامات و الوسائل و انتهاءا بآليات التقويم.
أهداف بيداغوجيا الإدماج إذن تتجلى في تدريب المتعلم على تعبئة موارده في المواقف و الوضعيات التي يحتاج فيها إليها ليواجه تلك الوضعيات بفعالية.
*المتدخلون في هذه الوضعية هم الأستاذ و المتعلمون و المتعلمات و المبرامج و المحتويات و المضامين.
-بالنسبة للاستاذ ، فدوره محوري ،يتمثل في اختيار و صياغة الكفاية الأساسية ، ثم التخطيط لبناء التعلمات ،ثم العمل عل إرساء الموارد خلال الاسابيع الست .وخلال إنجاز أسبوعي بيداغوجيا الإدماج ، تصبح له أدوار جديدة سوف نتطرق إليها لاحقا.
*تتم البيداغوجيا في البيئة الصفية ، ويمكن أن تتم في فضاء المدرسة ، أو في فضاءات عامة مناسبة للهدف من الوضعيات الإدماجية.
*تتطلب بيداغوجيا الإدماج توفير الوسائل الملائمة و المتنوعة ، وفضاء قسم مناسب للاشتغال في مجموعات.
*تعتمد في هذه البيداغوجيا الطرائق النشطة أساسا ضمانا لأكبر فاعلية للمتعلمين لأنهم المعنيون أساسا بالإنتاج و الفعل.
3-آليات التنفيد.
ينطلق العمل ببيداغوجيا الإدماج منذ الأسبوع الأول، أي خلال التقويم التشخيصي، فبعد أن يستطلع الأستاذ مستوى متعلميه ، تمثلاتهم ، ميولهم،استعداداتهم المعرفية و الوجدانية و الحركية ، ويحدد الكفايات الأساسية التي سيسعى إلى التعاقد معهم على اكتسابها خلال الموسم الدراسي ، أو على الأقل خلال الفترة الاولى.ولكن المعمول به اليوم هو أن الوزارة تحدد سلفا لائحة من الكفايات الأساسية التي ينبغي بناؤها عند المتعلمين.
على كل حال بعد التحديدد الدقيق للكفاية الاساسية المراد تحقيقها ، يتم الانتباه إلى الموارد التي تمكن تعبئتها مندمجة في تحقيق تلك الكفاية من معارف و قدرات و مهارات.و بطبيعة الحال تتبدى تلك الموارد في المحتويات و البرامج الحالية ، و هي غير مرتبة بشكل متناسب مع الكفايات الأساسية المسطرة ، للأسف سيجد الأستاذ نفسه مضطرا لإعادة ترتيب المحتويات و تقرتيبها ترتيبا جديدا لتتناسب مع الكفايات المرجو بناؤها ، و هذا فيه جهد مضاعف و تعب و لكن لا محيد عنه للتخطيط لإنماء الكفاية الأساسية.
إذن سيحدد الأستاذ لكل كفاية ست أسابيع لإرسائها ، ويبني تخطيطه على شكل أهداف تكون مجتمعة الكفاية المرجوة ،ومن المفترض أن يتم تحقيق نسبة هامة كمن تلك الكفاثية في نهاية الحصص الست.
في التدبير الزمني القديم ،كان يخصص الابوع الثامن و التاسع للدعم العام و الخاص ، ولكن اليوم يخصصان لتعلم و تقويم الإدماج ، فكيف يتم ذلك؟
4أسبوعا الإدماج:
يتم الاشتغال خلال الاسبوعين على وضعيات ، فماهي الوضعية؟
-الوضعية إطار للتعلم تمثل موقفا حياتيا يجد المتعلم نفسه فيه محاصرا بأسئلة تخلخل توازنه المعرفي ، و تتطلب منه تصرفا واعيا و فاعلا لإعادة التوازن،وهذا التصرف يستدعي منه تعبئة كل الموارد التي اكتسبها من المدرسة و الحياة.
*الوضعية بهذا المعنى لا تقترن بأسبوعي الإدماج و إنما قد نجدها خلال كل الحصص.
*الوضعية الديداكتيكية:أو وضعية الانطلاق ، و تكون في بداية أي تعلم أو حصة ، يتم خلالها طرح إشكالية معينة و المتعلم ليس مطالبا بأن يجد حلا صحيحا لها بقدرما تستفز تفكيره و تحفزه على استمرار التعلم و اكتساب الموارد.
*وضعية الإدماج الجزئي: وتتخلل العلمات و تكون موجهة إلى تعبئة موارد معينة لتنمية جزء من كفاية أساسية.
**يخصص الاسبوع الأول من أسبوعي تالإدماج لتقديم ما يسمى بالوضعيات الإدماجية،أو تعلم الإدماج و تتكون كل وضعية من سياق ، يكون عبارة عن عبارة تقدم للإطار الزماني و المكاني و الملابسات و الظروف التي تلف الوضعية، وذلك حرصا على جعلها مشابهة لواقع المتعلم المعاش ما أمكن ، فالمتعلم لا يتفاعل إلا مع التعلمات التي يكون لها معنى بالنسبة إليه.يكون هذا السياق في اعلى الصفحة إن كانت الوضعية مكتوبة و كون واضحا و لا يحتمل تأويلات و لا يشكل صعوبة لفهمه بالنسبة للمتعلم ، إذ ليس مقصودا لذاته.
وفي الوضعيات المشخصة ، يكون السياق واحدا من التفاعلات الصفية ،كان يستغل الأستاذ مثلا شجارا حدث بين المتعلمين ، أو أداء المتعلمين للصلاة بمسجد المدرسة و هكذا دواليك.
ثم الدعامات أو الأسندة، وهي كل ما من شأنه أن يشكل منطلقا للإجابة عن التعليمات ، وقد تكون صورا أو رسوما أو ذذوات أشياء.ومنها الدعامات التي ينبغي استغلالها و الدعامات المشوشة التي ينبغي استبعادها.
وتنتهي الوضعية بالتعليمات، و هي ثلاثة على الاقل ، لا تكون أسئلة مباشرة ، بل أسئلة تستدعي تعبيرات دقيقة ، تعتمد الإجابة عنها على الدعامات و تراعي السياق و تستدعي الموارد المرساة، و التعليمة الجيدة ، هي التعليمة التي تحث المتعلم على التعامل مع تلك المكونات الثلاث.
**التعليمات ينبغي أن تكون واضحة و مناسبة للكفاية الاساسية المراد تنميتها، ولا ينبغي أن تكون متدرجة ينبنبي بعضها على بعض، لإتاحة فرص النجاح أمام المتعلم.
***كيفية الإنجاز:يتم تنويع طرق الإنجاز ،بين وضعيات تنمي كفاية أساسية شفوية و أخرى كتابية ، فلكل واحدة طريقة اشتغالن ولن أفصل فيها ما دامت دلائل بيداغوجيا الإدماج قد فعلت ذلك ، إلا أن هناك أساسيات لا يجب أن تغيب عن أذهاننا:
- عدم ش ح و تبسيط الوضعيات و الإيحاء بالجواب.
-تنويع أساليب العمل ن من فردي إلى ثنائي إلى مجماعي ، ثم العكس.
- ترك المبادرة للمتعلمين مع التثمين المستمر وفق مبادئ بيداغغوجيا النجاح.
- الحرص على التحقق من مستويات الإنجاز من قبل المتعلمين أنفسهم ببطاقات تحقق ، قد ابتكر الأساتذة العديدمنها ، و لي بطاقات خاصة تلافيا لضياع الوقت.
لا تستعمل بطاقات التصحيح إلا في الكفاية الاساسية 2 ، وها تقنيات خاصة قد نعود إليها بحول الله.
الوضعية التقويمية:تشبه الوضعية الإذماجية، و لها خصوصية التوفر على العنصر المشوش في الدعامات ، و هي التي تمكن من الحكم على مستوى تحقق الكفاية الأساسية ، و على أساسها يتم تخصيص حصص للمعالجة.
نسألكم الدعاء