..الحمد لله وحده نحمده و نشكره ونستعينه و نستغفره ..
..و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ..
...من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ...
...و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم ...
... و على آله و صحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
كثيرا ما أرَّقَني هذا الموضوع ..مع كثرة تداوله..واشمئزازي الشديد..
ورفضي المطلق للطريقة التي تعالجه بها الكثير من وسائل الاعلام المشبوهة..
وكذا بعض المنظمات والجمعيات التي تتستر خلف قناع الدفاع عن حقوق الانسان..
والتي يعي الكل اهدافهاومراميها...المتمثلة في كل شيء إلا مصلحة ابنائنا..
أو الحرص على بنائنا المجتمعي المتماسك...
مسألة "الضرب".."العنف ".."العقاب بنوعيه النفسي والبدني"..
"لعصا" "الهرمكة"..بين الماضي والحاضر..آثارها..وفوائدها..
تأثيراتها الجانبية..ما لها وما عليها بكل موضوعية..
وانطلاقا من مرجعيتنا الدينية..ولهواة الاستغراب لابأس من اخذ العبر من التجارب الغربية..
التي مافتئت تطبل بالحرية والحقوق المطلقة..دون ضوابط متجاوزة كل الخطوط الحمراء والصفراء..
وعلى حساب كم هائل من القيم السلوكية والاخلاقية…
لأن النوافذ التي تدخل النسيم العليل..هي نفسها.. تلزمها مكابح تضبط مجرى هوائها...
لن استغرق كثيرا في العموميات..
ولن اتطرق لشخصية رجل التعليم اليوم.. والضغوط التي يعيشها شانه شان السواد الاعظم من الامة..
ببساطة لانه من الانانية المطلقة عزله عن خط محبط ..
(توالت فيه الهزائم النفسية.. التي اتت على الاخضر واليابس ..لنجني الاحباط والانكسار ..على جميع المستويات)..
وكأنه وحيد زمانه الذي يحمل الصخرة ويتسلق الجبل ...
مع استغرابي الشديد كيف اننا ندافع عن اخطائنا بشراسة اكثر مما ندافع عن مبادئنا..
استسمح ..إن كانت الافكارمبعثرة _لانهاببساطة_تعبيرعن نفسية مضطربة تختلج فيها مجموعة من المشاعر المتضاربة ..
في بحث دائم عن ملاذ آمن ..وحقيقة سامية بعيدة عن الفوضى...
لكن ان وصلكم المعنى _اخواني_ فذاك غاية مبتغاي..
كانت قناعتي والى وقت قريب توحي لي بالحقيقة المطلقة ..والتي لا يتناطح حولها عنزان..
_لابد من العصا_لتحقيق الهدف او على الاقل ضمان الوصول لنتائج مرضية...بعد مجهود مضن طبعا..
لكن سرعان ما تلاشت هاته القناعة بولوج "جهاد"قاعات الدرس للتعلم والتحصيل"المدرسة العمومية"...
كلما بكت بنيتي في البيت محتجة عن ضرب معلمتها لها..ثارت ثائرتي..وضاق العالم في وجهي..
(ماكنبقا انشوف والو..اعلاش اضربها ..؟؟
..آش دارت كاع..؟؟
..وبعد كل هاته الاسئلة ..أهدئ من روع "جهاد"..
آش درتي ليها ابنتي ...؟؟..وقيلة مااقريتيش مزيان...ياك..؟؟..
تجيبني فعلت كذا وكذا...فاحاول اقناعها دائما انها هي المخطئة..في كل الاحوال..
وعليها الاتعاود مثل تلك الاخطاء..(مع جزمي القاطع ان معلمتها_ سامحها الله _هي المخطئة ..)...
وما إن ينتهي المشكل على الاقل آنيا بالنسبة للطفلة الصغيرة..حتى يكبر يوما بعد يوم في مخيلتي ..
ماذا عساني افعل ..حتى أوقف مثل هذا الجرم في حق طفلة بريئة كل مافعلته "ابسالة"في نظر معلمتها ..
لعب في عيونها البريئة..أألتجئ للقانون ..شهادة طبيةووووو...ثم...وووو..وماذا عساه يفعل ...
الكل يعرف قوانيننا الرائعة..ترى جعجعة ولا ترى لها طحينا..أأنصح الاستاذة :
(لا حكا ..ما بغاش بنتو اتضرب..
يمشي ايقريها فلابريفي..ولا يتقدا ليها شي مدرسة..
غير هو الي اولد..؟؟؟..
حينها يكون جوابي ..اياه الالة ..غير انا الي اولادت(استغفر الله)...
وحتى ان حدث واعتذرت عن فعلتها فلن تعامل الفتاة وكأن شيئا لم يقع..
امام هذا الواقع المر ..والشعور الذي يزداد قسوة بالاحساس بالذنب..
حين اتساءل عن موقعي الاعرابي من كل هذا...
فكثيرا ما كنت فاعلا..ازمجر واصرخ ..ويتطاير لعابي في الخواء امامي..وإن لم أمسك العصا لا شيء يتحقق..
اجني اصفارا في اصفار..الكل مدمن على هاته الملعونة ..التي تابى ن تفارقنا منذ صبانا ..
التلاميذ انفسهم ماإن ينسوها ..حتى يغطوا في سبات عميق..تكاسل وتخاذل ..وعدم اكتراث ..الامن رحم ربك...
لماذا اذن لم اقبل ان تضرب جهاد...؟؟..
وما هي الضوابط التي قد تشرع العصا ..؟؟..اين يبتدئ العقاب ..واين ينتهي ..؟؟
وما هي محدداته ..وبعض وسائله..؟؟....
وهل الغاية فعلا تبرر الوسيلة كما يعتقد الكثير منا..؟؟...
هل كل من عصا الاوامر يجب ان يضرب ..وكاننا سجانون..؟؟
وهل ..وهل..وهل ..وهل..ويبقى ســـــؤالـــــــــــــــــــــــــ..
تذكرت حادثة لصديق..
في بداية هذا الموسم الدراسي_والذي هل علينا بهالة من الشعارات الزائفة ...
سرعان ما تلاشت ..مع وجود اللاشيئ منذ زمن...
إبن صديقنا ولج المدرسة باعيادها ..وزهورها وبساتينها...
بحكم عمل ابيه..طفل كله مرح ولعب ...وذكاء مع الكثير من "البسالة"طبعا ..شانه شان كل اطفال العالم...
اخيرا يوسف "بالمدرسة العمومية"بعد سنوات الروض"التعليم الاولي"الرائعة والتي اذكت روح الحماس والحركة..
والبحث وحب الاستطلاع في سلوكيات الطفل الصغير..مع الكثير الكثير من المعارف..
دخل يوسف المدرسة واحتفل لاول مرة داخل اسوارها بعيدها السنوي..
وبعد اسبوعين..
استيقظ ابو يوسف على دموع تبلل وجنة الطفل الصغير..
لم يعد يطق لا المدرسة ولا معلمه "السجان"..كان يبكي بكاء مرا..
بعد ان تركت اصابع معلمه آثارا بارزة في وجه الصبي الصغير...
بحكم صداقتي بابي يوسف لم يتردد في مصارحتي..ليسمع رايي في النازلة..علنا نجد حلا..
اقولها بصدق لقد شعرت بالخجل..._لا يشرفنا الانتماء لمثل هاته الزمرة من الناس..او امتهان مهنتهم_..
شعرت بامتعاظ شديد..اي تعليم هذا ..واية تربية هاته...؟؟..
ابلاش كاع..يـــــــــــــــــــــاه... ! !
لاحول ولا قوة الابالله..
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا...
فكرنا كثيرا..وأعملنا عقولنا طويلا..
لابد من مساءلة.."الاستاذ"..عن هذا "الجرم"..
ذهب ابويوسف بكل ادب و"احترام".."فهذا اقل واجب يستحقه..رجل تربية وتعليم...
تساءل عن السبب..وكانت (البسالة)..الولد مكايزكاش...يجب ان يكون تمثال بوذا داخل الفصل...
يا لها من مفارقة غريبة...
حدثه ابو يوسف عن المربي الناجح والاساليب التربوية الناجعة...
ودور اللعب في تكوين شخصية الطفل...
وان اللعب والترفيه هو الوجه الخفي للتربية...
راه السيد قاري السي الاستاذ..اوعارف..
بعد ان علم الاستاذ المحترم عمل السيد الذي يحاوره..إقشعر بدنه..
وطلب السماح والاعتذار بشدة..وتاسف كثيرا على فعلته...واضاف قائلا :
كان يوسف ..ايكوليا بلي اباه يعمل كذا وكذا...
لعفـــــــــــــو...(بالعربية اوتاعرابت)..والله المستعان..
انتهى ولكم البداية..
لنقاش هاته المعضلة ..
بكم وبآرائكم اخواني في هذا الصرح الغالي
سنحاول _ان شاء الله_رسم خط مستقيم بين كل تلك الخطوط المتعرجة ..
علنا نتلمس شعاع امل نهتدي به داخل سراديب دروب حالكة ..لازلنا تائهين في خضمها..
دمتم برضا من الله ورسوله
اخوكم ابو عطاء