عاشت العنزة سمراء في كوخها الصّغير عيشةً سعيدة.وكان الله قد رزقها بتوأميْن جميليْن، أطلقت على الأول اسم هادي ، وعلى الثّاني شادي.
وكثيرًا ما تضحك سمراء وهي تتذكّر أسمي جدييها ، فهذا هادي ذو القرنين الصغيرين ، شيطان اسود ، كثير الحركة ، شقيّ ، بعكس اسمه تمامًا. أما شادي فكان خجولا هادئًا.
ورغم أنّ العنزة سمراء تعرف هذه الحقيقة ، إلا انها محتارة ، فكلّما تعود من الحقول تجد أنّ خرابًا ما قد حصل في الكوخ.
بالأمس فقط عادت سمراء في ساعات العصر من الحقول وهي تحملُ حزمةً من العشب الأخضر الطّريّ ، فوجدت أنّ المرآة قد انكسرت وتحطّمت ، وعندما سألت اندفع هادي كعادته وقال : إنّه شادي يا أمّي ، فقد قفز فوق الفراش ، فعلِق قرنه بالمرآة فوقعت على الأرض وتحطّمت.
سألت العنزة الأمّ شادي فهزّ رأسه وكأنه يقول ...لا...لا
واليوم ؛ نعم اليوم ها هي تعود لتجد أنّ الزّهرية المُلوّنة هي ايضًا قد تحطّمت ، وكالعادة أخبرها هادي انه شادي ، "المُخبّأ بثيابه" هو الذي أوقعها وكسرها .
احمرّ وجه شادي وأنكر بصمت .
احتارت العنزة الأم ، فمن تُصدِّق منهما ؟!! فالموضوع هو الأخلاق أكثر من الزّهرية.
بعد العَشاء ، فكّرت سمراء وفكرت ثمّ قالت : اليوم سأحكي لكما يا أبنائي قصة الأرنب الصغير .
وحكت سمراء لجدييها قصّة الأرنب الصغير الشقيّ الذي كذب على امّه ، وفي صباح اليوم التالي ، استيقظ وإذا الذئب قد أكل أذنيْه.
وبعدما انتهت الأم من قصتها ، قبّلت ولديها وتمنّت لهما نوما هنيئًا.ثم أطفأت النور.
نام الجديان وألام تراقبهما ، فكان نوم شادي هادئًا ، في حين ان هادي كان مُضطربًا.
وفي الصّباح ، استفاقت العنزة الأم باكرا، فأعدّت طعام الفطور ، ثم لاحظت أن جدييها يتململان ، فبادرت هادي قائلةً : ما هذا يا هادي؟ أين ......
وبدون قصد مدّ هادي قدمه ليتحسّس أذنيه ،.فانفجرت الأم بالضحك وهي تقول : آه... لقد وقعت بالفخّ يا شقيّ .
احمرّ وجه هادي خجلا ، ثمّ عانق أخاه معتذرًا وهو يقول : لن اكذب بعد اليوم يا أمي ..لن اكذب ..
عانقت سمراء صغيريها بحرارة، ودعتهما الى طاولة الفطور ، وهي تضحك ضحكة خفيفة.