الدين الإسلامي هو دين يسر وليس عسر كما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه “وماجعل الله في الدين من حرج”، وقوله تعالى:”يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”. والحقيقة أن الغلو والتطرف والتشدد في الدين لاينبغي أن يكون وفي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: بعثت بالشريعة السمحة السهلة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والذين يتشددون ويريدون إغراق الناس في تشدد حقيقة أن هذا خلاف ما جاء به الدين الإسلامي والرسول عليه الصلاة والسلام ما جاء بهذا الدين إلا ليكون لعبادة الله سبحانه وتعالى وفيه يسر.
ومما لا شك فيه أن ظاهرة التشدد في الدين بمختلف أشكالها وتجلياتها تنم عن اختلال في الفهم والتقدير، واختلاف في التصور والسلوك. لذلك وجب توضيح معناه لغة واصطلاحاً وبيان موقف الشرع الحنيف منه، حتى تسهل معالجة هذه الظاهرة بما تمليه وسطية الإسلام وسماحته، وشموليته عقيدةً وشريعةً وفكراً وسلوكاً.
الدين يسر
ولم يخرج المعنى الاصطلاحي للتشدد عن المعنى اللغوي، يقول ابن حجر عند شرحه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه”(رواه البخاري) “والمشادة بالتشديد المغالبة. يقال: شاده يشاده مشادة إذا قاواه. والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب” فتح الباري 1/94).
وقد جعل الله عز وجل شريعته الغراء خاتمة الشرائع للناس كافة، ذكراً وأنثى، قوياً وضعيفاً، صحيحاً وسقيماً، لذلك جاءت ميسورة الفهم، سهلة التطبيق، تسع الناس أجمعين، ويطيقها كل المكلفين.
فالتيسير مقصد من مقاصدها، وصفة بارزة لأحكامها، من شأن المتمسك بها أن يسعد في الآخرة والأولى. لذلك نهى الله عز وجل عن الغلو والتشدد في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه العظيم، المبعوث رحمة للعالمين.
قال عز من قائل: “يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم “(النساء 171)، وقال أيضاً: “قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق” (المائدة 77).
فهذا تذكير بتاريخ الغلو ومآله، وإن كان الخطاب موجهاً لأهل الكتاب، إلا أنه يشمل المسلمين كافة، لأن الدين عند الله الإسلام.
وقال تعالى: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”(البقرة 286)، يقول ابن العربي: “وهذا أصل عظيم في الدين، وركن من أركان شريعة المسلمين، شرفنا الله سبحانه على الأمم بها، فلم يحملنا إصراً، ولا كلفنا في مشقة أمراً”( أحكام القرآن 2/49).
وقال عز من قائل: “والذين آمنوا وعلموا الصالحات لا نكلف نفساً إلا وسعها” (الأعراف 42). فهذه الآيات – وأخرى كثيرة في القرآن الكريم-،واضحة الدلالة على أن الله سبحانه وتعالى راعى في تشريعه للأحكام وسع عباده وطاقاتهم، ووضع عنهم الحرج والضيق تيسيراً عليهم. وهو أعلم بهذه الطاقات وحدودها، فشرع لها ما يلائمها، دون عنت ومشقة، قال تعالى: “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير” (الملك 14).
الرحمة المهداة
وقد أرسل سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ضل فيها الناس، وملأوا الأرض ظلماً وجوراً، فبعثه رحمة للعالمين، ووصفه بقوله عز من قائل: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم” (التوبة 128). فهو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، وسنته هي الرحمة التي خلصت البشرية من إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فكان أعظم الناس رأفة ورحمة، وكانت سيرته العطرة – قولاً وفعلاً وتقريراً – تجسيداً لمنهج التيسير، ومنعاً للغلو والتضييق في الأمور كلها. قال صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. فسددوا وقاربوا، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة “(رواه البخاري). قال الحافظ بن حجر- بعد ما بين معنى التشدد- : “سددوا وقاربوا، أي لا تغلوا ولا تقصروا، واقربوا من الصواب” (فتح الباري 1/181).
وقال صلى الله عليه أيضاً: “يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا”(رواه البخاري ومسلم).عند شرحه لهذا الحديث يقول الإمام النووي: “إنما جمع في هذه الألفاظ بين الشيء وضده، لأنه قد يفعلهما في وقتين. فلو اقتصر على “يسروا” لصدق ذلك على من يسر مرة أو مرات، وعسر في معظم الحالات. فإن قال: “ولا تعسروا” انتفى التعسير في جميع الأحوال من جميع وجوهه، وهذا هو المطلوب” ( شرح الإمام النووي على صحيح مسلم 6/170).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوع في نهي أصحابه رضوان الله عليهم عن الغلو والتشدد، ويدعوهم بالتي هي أحسن لمنهج اليسر والرفق، مستعملاً في ذلك من الأساليب أحسنها وأفضلها، وأوقعها في نفوسهم، وأقربها إلى أفهامهم وعقولهم، حتى صاروا كالنجوم يهتدى بهم في غيابات الجهل والحيرة.
وفي الختام نخلص إلى أن معنى التشدد الذي ينكره الشرع الحنيف هو تجاوز حد الاعتدال والوسطية في الاعتقاد والقول والفعل. فالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، قطعية الدلالة على منع هذا النوع من التشدد، والحث على الالتزام بمنهج الحنيفية السمحة التي فطر الله الناس عليها لحكمة عليا في امتداد الحياة وارتقائها.
الوسطية والاعتدال والعدل
إن الدين الاسلامي هو دين الرحمة والتسامح والوفاء والصدق دين الاخلاق الحميدة الفاضلة دين الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقول الله تعالى : «وما أرسلناك الا رحمة للعالمين» إنه الغيث الذي ما أصاب ارضاً اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج إنه الخير الذي يعم البشرية وتنعم به أمن وإيمان واطمئنان.. فلا غلو ولاتطرف ولا تشدد في الاسلام إنه دين الوسطية والاعتدال والعدل يقول الله تعالى : «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ويقول :«لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي». فالحلال ما أحل الله ورسوله والحرام ماحرم الله ورسوله، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :«إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت- قالها ثلاثاً - اللهم فأشهد
إن الدين الاسلامي هو دين الرحمة والتسامح والوفاء والصدق دين الاخلاق الحميدة الفاضلة دين الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقول الله تعالى : «وما أرسلناك الا رحمة للعالمين» إنه الغيث الذي ما أصاب ارضاً اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج إنه الخير الذي يعم البشرية وتنعم به أمن وإيمان واطمئنان.. فلا غلو ولاتطرف ولا تشدد في الاسلام إنه دين الوسطية والاعتدال والعدل يقول الله تعالى : «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ويقول :«لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي». فالحلال ما أحل الله ورسوله والحرام ماحرم الله ورسوله، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :«إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت- قالها ثلاثاً - اللهم فأشهد»..
منقول للافادة عن موقع السكينة للحوار