النشاط الرياضي
مقدمة عامة
يبقى النشاط الرياضي من بين السبل الناجعة لتكوين شخصية متميزة ؛ فبفضل مميزاته السيكولوجية و الجسمانية و السوسيولوجية، يتمكن
الطفل منذ نعومة أظافره من اكتساب مهارات تمكنه من إدماج نفسه و إثبات ذاته داخل المجتمع. كما تساهم الرياضة وخصوصا القاعدية
منها، بشكل فعال، كأداة تربوية، في إدماج الشباب وتهذيبه وتلقينه القيم النبيلة وروح المواطنة لتجعله بالتالي أكثر تفاؤلا وانخراطا في المشاريع التنموية لبلاده.
ويلاحظ اهتمام متزايد بممارسة الرياضة من قبل كل فئات المجتمع بالنظر لفوائدها الجمة، وفي هذا الصدد فإن السياسة المتبعة حاليا تروم أساسا الى:
• ضمان أنشطة رياضية مناسبة وملائمة للجميع.
• تشجيع التربية البدنية والأنشطة الرياضية بالمدارس وبالأندية وبالجمعيات الأخرى.
• المساهمة في الاستثمار الإيجابي للوقت الحر؛ المساهمة في إدماج المواطن وحمايته من الانعزال ولإبعاد؛
• ودعمها كأداة وقائية لمحاربة الانحراف الاجتماعي.
وتنبني منظومة الرياضة في المغرب على شكل هرم قاعدته متشكلة من الرياضة للجميع المفتوحة في وجه الجميع بدون استثناء ، ثم تليها
بعد ذلك الرياضة القاعدية وأخيرا في قمة الهرم رياضة النخبة التي تتوخى تحقيق النتائج وتحطيم الأرقام القياسية.
وتعد الرياضة القاعدية الإطار والفضاء المناسب لتأطير الفئات العمرية الصغرى وتوجيهها بغية منحها فرصة إبراز مواهبها وكذلك لاكتشاف وتتبع
وصقل المواهب المغمورة بتنسيق مع التنظيمات الرياضية.
الرياضة القاعدية او الرياضة المدرسية
وتعتبر الرياضة القاعدية مكونا أساسيا في منظومة الحركة الرياضية بالمغرب إلى جانب كل من للجميع ورياضة النخبة ، حيث تعكس أحد أوجه
تدخل الدولة في المجال الرياضي وفي نفس الوقت ترجمة لفلسفة ولتوجه استراتيجي يتوخى توظيف الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر
عليها الدولة قصد ضمان إشعاع الممارسة الرياضية بدءا من الفئات الصغرى وملامسة كل مناطق وأنحاء المملكة .
ولتفعيل الرياضة القاعدية يتم خلق المدارس الرياضية التي تتجلى في أربعة قطاعات:
• التربية البدنية والتلقين الرياضي الأولي داخل المؤسسات التعليمية الابتدائية ومؤسسات قطاع الرياضة
• المدارس الرياضية لفائدة الأطفال غير المنظمين وغير الممدرسين؛
• التداريب الموجهة للفرق الصغرى التابعة للأندية؛
• التنشيط والتنسيق للقاءات فرق الأحياء لكرة القدم.
والغاية المتوخاة من ذلك:
• تحبيب الممارسة الرياضية للفئات الصغرى؛
• ضمان إشعاع الرياضة على صعيد مختلف الجهات والمناطق؛
• التنقيب على المواهب المغمورة قصد تطعيم الأندية بها؛
• إبراز الجانب التربوي للرياضة للمساهمة في التنشئة الاجتماعية للطفل.
وتتكفل المدارس الرياضية باستقبال الأطفال من كلا الجنسين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 سنة الذين يقبلون، في أوقات خارج
المدرسة، المشاركة في حصص للاستئناس الرياضي التي تلقنهم المبادئ الأولى للممارسة الرياضية ، وبالإضافة إلى
غرس وتلقين القيم الرياضية فإنها تعد عملية غير مباشرة في توجيه الأطفال نحو الإطار الرياضي المناسب أي الأندية
هذا لا نلاحظه الا في المناطق التي تتوفر على البنيات التحتية
وحتى نرقى بالممارسة الرياضة ببلادنا لابد من ما يلي :
• توفير الفضاءات والبنيات التحتية البسيطة المفتوحة في وجه الشباب لممارسة حقهم المشروع في الأنواع الرياضية التي يهوونها؛
• تفعيل الشراكة سواء مع القطاعات العمومية ذات الاهتمام المشترك أو مع الجماعات المحلية أو مع مكونات المجتمع المدني أو الخواص
لاستفادة أمثل من الإمكانيات المتوفرة لدى كل طرف فاعل في المجال الرياضي.
مع تحيات تانتان الخالصة.